أكد السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبيكين "أننا نشعر بارتياح في تعاوننا مع البلدان العربية لأنه تعاون مثمر، وثمة الكثير من الدلائل على صحة هذا الكلام، فثمة الكثير من الأسر المختلطة بين لبنان وسوريا، فضلا عن الطلاب الذين تلقوا دراستهم في الجامعات الروسية والسوفياتية، وكل ذلك من العوامل التي تساهم في تطوير صداقتنا وتعزيز العلاقات السياسية والاجتماعية والثقافية بيننا".
وفي كلمته الافتتاحية خلال طاولة مستديرة دولية عن " دور روسيا في الحفاظ على الارث الثقافي للعالم العربي" في فندق "راديسون بلو" – فردان ظمتها سفارة روسيا الاتحادية في لبنان بالتعاون مع "المركز الثقافي الروسي" في لبنان و"مجلس خبراء البرامج الاجتماعية والانسانية" في وكالة "روسسترو دونيتشيستفو"، أوضح زاسبيكين أن "الحفاظ على الارث الثقافي للعالم العربي مشروع كبير للانسانية والثقافة والحضارة"، مشيراً الى أن "التعاون الروسي - العربي شهد تقدما مهما خلال السنوات الماضية، في ظل إدراك مشترك بأن النظام العالمي القائم على فكرة القطب الواحد لم يعد مقبولا، وكذلك لم تعد مقبولة البلطجة السياسية".
ولفت إلى أن "روسيا تمتلك علاقات جيدة مع كل بلدان المنطقة، بخاصة وأنها وضعت نصب اعينها اهدافا سامية مثل القضاء على الارهاب وتعزيز الوحدة الجغرافية والإقليمية للدول فضلا عن إعادة الاعمار وعودة النازحين وتحقيق التسوية السياسية عن طريق الحوار الوطني من دون تدخل خارجي".
وشدد على "ضرورة العودة الى عملية مدريد كأساس لتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط، بما تعنيه من تعاون إقليمي"، محذرا من أن "بعض الجهات الدولية تحاول أن تدفع بالأمور نحو الأسوأ، من خلال مشاريع جديدة غير بناءة".
وأوضح ان "بعض الجهات تحاول أيضا إطالة المواجهة، في حين أن قوى اخرى، بينها روسيا، تسعى إلى تحويل التناقض العسكري الى حوار سياسي"، مشددا على أن "مهمتنا هي توجيه المنطقة نحو السلام"، مشيراً الى "اننا في سوريا، وبالتعاون مع الجيش السوري وحلفائه، نجحنا في تغيير الوضع الميداني، وكان لذلك انعكاس سياسي، من خلال تعزيز العملية السياسية، ومن خلال منصة أستانا يتم تطهير الأراضي السورية من الارهابيين، الى جانب تحسين الأوضاع الانسانية واعادة اللاجئين إلى ديارهم، والحفاظ على السيادة الوطنية السورية وعدم التدخل في الشؤون السورية".
واكد أن "السيادة السورية تتطلب انسحاب كل القوات الاجنبية من سوريا، بما في ذلك القوات الاميركية". محذرا من أن "الولايات المتحدة التي فقدت المبادرة، تحاول تأجيج الخلافات سواء في الاطار الاقليمي، أو في المضمار الدولي، وتفرض عقوبات جائرة، وتوجه اتهامات باطلة ضد سوريا وإيران، وتنشر معلومات مزيفة، على رغم كونها هي من استغل (تنظيم) القاعدة و(جماعة) الاخوان أدوات لتنفيذ مشروعها".
ولفت الى أنه "على رغم ذلك، فروسيا منفتحة على الحوار"، مذكرا بـ"التصريح الأخير لوزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الذي أكد أهمية الحوار الروسي - الاميركي، ودعوته الى استئناف التعاون الذي تم تخريبه ابتداء من الفترة الاخير من رئاسة باراك اوباما".
ولفت زاسبكين إلى أن الجانب الروسي يعتبر أن "الحديث مع الولايات المتحدة يجب أن يتناول كل المسائل الحساسة بما في ذلك الوضع في الشرق الاوسط وسوريا، بما يساهم في تحسين الاوضاع في هذا البلد، وتسريع عملية عودة اللاجئين بمساعدة الاسرة الدولية لأن في ذلك مصلحة للجميع".